مقارنة بين القوة العسكرية الإيرانية والقوة العسكرية الأمريكية .. إحصائيات مذهلة

لإجراء موازنة بين القوة العسكرية الإيرانية والأمريكية، يجب النظر إلى عدة جوانب رئيسية: الميزانية العسكرية، القوات البشرية، التكنولوجيا، الأسلحة الاستراتيجية، والقدرة على الانتشار العالمي. سأقدم مقارنة موضوعية بناءً على المعلومات المتاحة حتى الآن.

1. الميزانية العسكرية

الولايات المتحدة: تمتلك أكبر ميزانية عسكرية في العالم، حيث بلغت حوالي 877 مليار دولار في عام 2023 (حسب معهد SIPRI). هذا يمكنها من تمويل تطوير تكنولوجيا متطورة، صيانة قواعد عالمية، وتدريب قواتها على نطاق واسع.
إيران: تقدر ميزانيتها العسكرية بحوالي 10-15 مليار دولار سنوياً (تقديرات غير رسمية لأن الأرقام الدقيقة غير معلنة). هذا الرقم محدود بسبب العقوبات الاقتصادية، مما يجبرها على الاعتماد على الإنتاج المحلي والحلول منخفضة التكلفة.

النتيجة: تفوق أمريكي ساحق في التمويل.

2. القوات البشرية

الولايات المتحدة: لديها حوالي 1.4 مليون جندي نشط في الخدمة، بالإضافة إلى 800 ألف في الاحتياط. الجيش الأمريكي يعتمد على التطوع وليس التجنيد الإجباري، مع تدريب عالي المستوى.
إيران: لديها حوالي 610 آلاف جندي نشط (بما في ذلك الجيش و الحرس الثوري)، مع احتياط يصل إلى 350 ألفاً. إيران تعتمد على التجنيد الإجباري، وتستفيد من قوة "الباسيج" (ميليشيا شعبية) التي يمكن تعبئتها في أوقات الحرب، وربما تصل إلى ملايين المقاتلين.

النتيجة: إيران تتفوق عددياً في المنطقة المحلية، لكن الولايات المتحدة تمتلك قوة بشرية أكثر احترافية وتنظيماً.

3. القوة الجوية

الولايات المتحدة: تمتلك أكبر وأحدث سلاح جوي في العالم، مع حوالي 13,300 طائرة (مقاتلات مثل F-35 وF-22، قاذفات مثل B-2، وطائرات مسيرة متطورة). التفوق التكنولوجي والقدرة على العمليات بعيدة المدى لا مثيل لهما.
إيران: تمتلك حوالي 300-400 طائرة قتالية، معظمها قديم (مثل F-4 و MiG-29 من الحقبة السوفيتية أو ما قبل الثورة). تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة (مثل شاهد-136)، وهي فعالة في الحروب غير المتكافئة لكنها لا تقارن بالتكنولوجيا الأمريكية.

النتيجة: تفوق أمريكي مطلق في القوة الجوية.

4. القوة البحرية

الولايات المتحدة: تمتلك 11 حاملة طائرات نووية، أكثر من 70 غواصة (بما في ذلك غواصات نووية)، وأسطولاً عالمياً يضم حوالي 490 سفينة. قادرة على السيطرة على المحيطات والعمليات بعيدة المدى.
إيران: تمتلك أسطولاً أصغر بكثير (حوالي 100 سفينة قتالية)، مع التركيز على القوارب السريعة والغواصات الصغيرة لشن حرب غير متكافئة في الخليج العربي. قدرتها محدودة بمضيق هرمز والمياه الإقليمية.

النتيجة: الولايات المتحدة تسيطر على البحار عالمياً، لكن إيران تمتلك ميزة تكتيكية محلية في الخليج.

5. الأسلحة الاستراتيجية

الولايات المتحدة: تمتلك ترسانة نووية تضم حوالي 5,000 رأس نووي، بالإضافة إلى صواريخ عابرة للقارات ودفاع صاروخي متطور (مثل THAAD و Patriot). قدرتها التدميرية لا تضاهى.
إيران: لا تمتلك أسلحة نووية (حتى الآن)، لكن لديها برنامج صاروخي باليستي قوي (مثل صواريخ "شهاب" و"فاتح") بمدى يصل إلى 2,000 كم، قادرة على ضرب أهداف إقليمية. تعتمد أيضاً على الطائرات المسيرة كسلاح استراتيجي منخفض التكلفة.

النتيجة: تفوق أمريكي ساحق في الأسلحة النووية، لكن إيران تمتلك قدرة ردع إقليمية.

6. الدفاع الجوي

الولايات المتحدة: تمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة مدمجة مع شبكة أقمار صناعية وطائرات استطلاع، مما يجعلها شبه منيعة ضد الهجمات التقليدية.
إيران: طورت أنظمة دفاع جوي محلية (مثل باور-373)، مستوحاة من S-300 الروسي. فعالة ضد بعض التهديدات لكنها أقل تطوراً مقارنة بالأنظمة الأمريكية.

النتيجة: تفوق أمريكي واضح.

7. الحرب غير المتكافئة

الولايات المتحدة: تركز على الحروب التقليدية الكبرى، لكنها واجهت صعوبات في مواجهة التكتيكات غير المتكافئة (مثل العراق وأفغانستان).
إيران: تتفوق في الحرب غير المتكافئة، مستخدمة الميليشيات، الطائرات المسيرة، والقوارب السريعة. هذا يجعلها قادرة على إلحاق أضرار باهظة دون مواجهة مباشرة.

النتيجة: ميزة إيرانية في هذا المجال.

الخلاصة

الولايات المتحدة تتفوق بشكل ساحق في التكنولوجيا، القوة الجوية والبحرية، والقدرة على شن حرب عالمية. يمكنها تدمير البنية التحتية الإيرانية بسهولة في حرب تقليدية.
إيران تعتمد على استراتيجية دفاعية وعلى قدراتها في الحرب غير المتكافئة، مما يجعلها قادرة على تحمل الضربات والرد بطرق غير متوقعة، خاصة في منطقتها الإقليمية.

في مواجهة مباشرة، الولايات المتحدة ستكون المنتصرة بلا شك بسبب التفوق الهائل في القوة النارية والتكنولوجيا. لكن إيران قد تطيل أمد الصراع وتزيد تكلفته عبر حلفائها وتكتيكاتها غير التقليدية، خاصة إذا حُصر الصراع في الشرق الأوسط.