ما هو سبب الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب وكم السعر المتوقع أن يصل الذهب إليه

 

أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، وقد تجاوزت مستويات قياسية مثل 3100 دولار للأونصة كما ورد في بعض التقارير الحديثة حتى أوائل أبريل 2025. هذا الارتفاع "الجنوني" يمكن تفسيره من خلال عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية مترابطة، إلى جانب آراء الخبراء التي تحلل هذه الظاهرة.

أسباب الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب:

1. التوترات الجيوسياسية: تصاعد النزاعات العالمية، مثل الحروب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة من خلال فرض تعريفات جمركية جديدة، يدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن. هذا التوتر يزيد من عدم اليقين، مما يعزز الطلب على المعدن النفيس.
2. توقعات التضخم: مع إعلانات مثل تلك المتعلقة بالسياسات التجارية الأمريكية، هناك مخاوف من ارتفاع التضخم. الذهب يُعتبر تحوطًا تقليديًا ضد التضخم، حيث يحتفظ بقيمته عندما تنخفض القوة الشرائية للعملات.
3. انخفاض أسعار الفائدة المتوقع: البنوك المركزية، وخاصة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تُظهر إشارات إلى تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة. هذا يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب (الذي لا يدر عائدًا)، مما يجعله أكثر جاذبية مقارنة بالسندات.
4. ضعف الدولار أحيانًا: على الرغم من تقلبات الدولار، فإن أي ضعف في قيمته يؤدي عادةً إلى ارتفاع أسعار الذهب، لأن الذهب يُسعّر بالدولار عالميًا.
5. شراء البنوك المركزية: العديد من الدول، مثل الصين، زادت من احتياطياتها من الذهب لتقليل الاعتماد على الدولار، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية والتوترات الدولية.
6. الطلب الاستثماري والاستهلاكي: المستثمرون الأفراد والمؤسسات يزيدون استثماراتهم في الذهب، سواء عبر الصناديق المتداولة أو السبائك، مدفوعين بالخوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

آراء الخبراء:

• جولدمان ساكس: توقعوا أن يصل سعر الذهب إلى 2700 دولار في أوائل 2025، لكنهم عدلوا توقعاتهم لاحقًا إلى 3000 دولار بحلول منتصف 2026، مشيرين إلى أن السياسات التجارية الأمريكية والتضخم قد يدفعان الأسعار للارتفاع أكثر مما كان متوقعًا.
• بنك أوف أمريكا وجيه بي مورغان: يرون أن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار بنهاية 2025، مدعومًا بالتوترات التجارية وسياسات ترامب المحتملة التي قد تعقد مسار خفض الفائدة.
• مجلس الذهب العالمي: أشار إلى أن عوامل مثل تنويع الاحتياطيات من قبل البنوك المركزية والمخاطر الجيوسياسية ستظل داعمة للذهب، لكنهم حذروا من أن ضعف النمو الاقتصادي مع ارتفاع الفائدة قد يحد من الطلب في بعض السيناريوهات.
• محللون مستقلون: بعض الخبراء، مثل سوني كوماري من ANZ Research، يعتقدون أن الذهب لم يفقد بريقه بعد، وأن التصحيحات المؤقتة (كما حدث بعد الانتخابات الأمريكية 2024) لا تعكس الاتجاه الطويل الأمد الصعودي.
• توقعات متفائلة: هناك من يرى، مثل نجيب ساويرس، أن الذهب قد يصل إلى 5000 دولار على المدى الطويل إذا استمرت الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.

الخلاصة:

الارتفاع الحالي في أسعار الذهب مدفوع بمزيج من عدم اليقين الاقتصادي، التوترات الجيوسياسية، وتوقعات التضخم وانخفاض الفائدة. الخبراء متفقون إلى حد كبير على استمرار الاتجاه الصعودي في 2025، لكن بدرجات متفاوتة من التفاؤل، مع تحذيرات من تقلبات قصيرة الأجل. الذهب يظل أداة تحوط قوية، لكن توقيت الاستثمار فيه يعتمد على الظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة باستمرار.