فضائل العشر الأواخر من رمضان

 

العشر الأواخر من رمضان لها فضائل عظيمة في الإسلام، حيث تُعتبر من أفضل الأيام وأكثرها بركةً. إليك بعض فضائلها بناءً على القرآن والسنة:

1. ليلة القدر: تكمن أعظم فضائل العشر الأواخر في احتوائها على ليلة القدر، التي قال الله عنها في سورة القدر: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3). العبادة فيها تعادل عبادة أكثر من 83 سنة، وهي ليلة يُقدّر فيها الأقدار وتتنزل الملائكة بالرحمة والبركة.
2. اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة في العشر الأواخر أكثر من غيرها. فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" (رواه البخاري ومسلم). وهذا يدل على أهمية الإكثار من العبادة في هذه الليالي.
3. العتق من النار: العشر الأواخر هي موسم للعتق من النار، حيث تتكاثر فيها أسباب المغفرة والرحمة. وقد ورد في الحديث: "فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر" (رواه مسلم)، مما يشير إلى أن الاجتهاد فيها قد يكون سبباً للمغفرة والعتق.
4. زيادة الأجر والثواب: العمل الصالح في هذه الأيام له أجر عظيم، خاصة مع تضاعف الحسنات في رمضان عموماً، والعشر الأواخر خصوصاً بسبب تميزها بليلة القدر.
5. الاعتكاف: من السنن المؤكدة في العشر الأواخر الاعتكاف في المساجد، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف فيها حتى توفاه الله، وهو فرصة للانقطاع عن الدنيا والتفرغ للعبادة.

لذا، يُستحب في هذه الأيام الإكثار من الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، والاستغفار، مع الحرص على إحياء الليالي بحثاً عن ليلة القدر، التي غالباً ما تكون في الليالي الوترية (21، 23، 25، 27، 29). والدعاء المأثور فيها هو: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".