من هم الحشاشون وما سبب تسميتهم بهذا الاسم وما هي أهم معتقداتهم ؟

من هم الحشاشون؟

الحشاشون، أو الحشاشين، هم طائفة إسماعيلية نزارية باطنية انشقت عن الدولة الفاطمية في أواخر القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي). أسسها الحسن بن الصباح، الذي اتخذ من قلعة آلموت في بلاد فارس (إيران الحالية) مركزًا لنشاطه. كانوا يدعون إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ونسله، بعد خلاف حول الخلافة الفاطمية عقب وفاة الخليفة المستنصر بالله سنة 487 هـ (1094 م). اشتهروا بين القرنين الخامس والسابع الهجريين (11-13 ميلادية) بأساليبهم السرية، خاصة الاغتيالات السياسية، للتخلص من خصومهم من العباسيين، السلاجقة، الفاطميين، وحتى الصليبيين. انتهى وجودهم كقوة منظمة في القرن السابع الهجري على يد المغول بقيادة هولاكو، ثم المماليك في الشام.

سبب تسميتهم بالحشاشين:

هناك عدة تفسيرات لسبب التسمية، ولم يتفق المؤرخون على سبب واحد محدد:

1. تعاطي الحشيش:
   • الرواية الأكثر شيوعًا (خاصة في المصادر الغربية) تقول إن أتباع الحسن الصباح كانوا يتعاطون الحشيش لتحفيزهم على تنفيذ الاغتيالات دون خوف، أو لإيهامهم بأنهم سيدخلون الجنة. هذه الفكرة نُسبت إلى الرحالة ماركو بولو، لكنها تفتقر إلى دلائل تاريخية قوية ويُعتقد أنها دعاية من أعدائهم.
2. اشتقاق لغوي من "Assassin":
   • يرى البعض أن التسمية جاءت من كلمة "Assassin" (القاتل أو الاغتيالي) التي أطلقها الصليبيون الفرنسيون على الطائفة بسبب أساليبهم في القتل الخفي والمحترف. هذه الكلمة دخلت اللغات الأوروبية لاحقًا بمعنى "القاتل المأجور".
3. أكل الحشائش:
   • تفسير آخر يقول إن الاسم مشتق من صمودهم أثناء الحصار في قلاعهم، حيث كانوا يأكلون الحشائش بعد نفاد المؤن، كما ذكر بعض الباحثين مثل محمد عثمان الخشت.
4. تشويه من خصومهم:
   • يُعتقد أن أعداءهم (مثل الفاطميين المستعليين والسلاجقة) استخدموا "الحشيشية" كلقب تحقيري للإشارة إلى انحرافهم أو تهميشهم، كما ورد في رسالة الخليفة الفاطمي الآمر سنة 1123 م.

الرواية الأولى (الحشيش) هي الأشهر شعبيًا، لكنها الأضعف تاريخيًا، والأرجح أن الاسم مرتبط بأساليبهم القتالية أو تشويه سمعتهم.

أهم معتقداتهم:

الحشاشون كانوا جزءًا من الإسماعيلية النزارية، ومعتقداتهم مزيج من الفكر الشيعي الباطني والتفسيرات الفلسفية:

1. الإمامة المعصومة:
   • آمنوا بأن الإمام هو خليفة الله في الأرض، معصوم، وله سلطة دينية وسياسية مطلقة. دعوا لإمامة نزار ونسله بعد انشقاقهم عن الفاطميين المستعليين.
2. الباطنية:
   • اعتقدوا أن للنصوص الدينية (القرآن والأحاديث) ظواهر وبواطن، وأن الباطن (التأويل العميق) هو الحقيقة التي يعرفها الإمام وأتباعه المقربون فقط. هذا جعلهم يُلقبون بـ"الباطنية".
3. الدعوة الجديدة:
   • أطلقوا على أنفسهم "الدعوة الجديدة" للتمييز عن الإسماعيلية الفاطمية التقليدية، واعتبروا أنفسهم الممثلين الحقيقيين للإمامة الصحيحة.
4. التكاليف والشريعة:
   • في بعض الفترات (مثل عهد الحسن الثاني بن محمد بن بوزرك)، أعلنوا إلغاء الشريعة الظاهرة وقيام القيامة، مدعين أن التكاليف سقطت عن المؤمنين الحقيقيين. لكن هذا تغير لاحقًا مع قادة آخرين مثل جلال الدين حسن، الذي عاد إلى الفكر التقليدي.
5. التناسخ والغيب:
   • بعض قادتهم، مثل رشيد الدين سنان في الشام، آمنوا بالتناسخ وادّعوا معرفة الغيب، مما أضاف طابعًا صوفيًا وغامضًا لمعتقداتهم.

خلاصة:

الحشاشون كانوا فرقة سياسية وعسكرية بقدر ما كانوا دينيين، استخدموا الاغتيال كأداة استراتيجية لمواجهة أعدائهم من حكام وجيوش، معتمدين على قلاع حصينة مثل آلموت. تسميتهم ربما جاءت من أساليبهم القتالية أو تشويه سمعتهم، وليس بالضرورة من الحشيش. معتقداتهم تركزت على الإمامة والباطنية، مع تطورات فكرية تباينت باختلاف قادتهم. انتهت دولتهم في فارس سنة 654 هـ (1256 م) على يد هولاكو، وفي الشام لاحقًا على يد المماليك.