الاثنين، 19 مايو 2025

ما هي خطط اسرائيل في غزة

 




خطط إسرائيل في غزة لعام 2025 ليست موحدة أو معلنة بشكل كامل، لكن المعلومات المتوفرة من مصادر مختلفة تشير إلى عدة توجهات عسكرية وسياسية محتملة، تتراوح بين استمرار العمليات العسكرية، إعادة احتلال أجزاء من القطاع، ومقترحات لإعادة الإعمار أو إعادة تشكيل الحكم. فيما يلي نظرة شاملة بناءً على المعلومات المتاحة:
1. التوجه العسكري والأمني:
  • توسيع العمليات العسكرية: تشير تقارير إلى أن إسرائيل تخطط لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة، مع التركيز على القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس. خطة عسكرية سياسية متكاملة تُعرف باسم "عربات جدعون" تهدف إلى تحقيق حسم عسكري وسياسي من خلال ثلاث مراحل تشمل اجتياحاً تدريجياً، تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس، والتمركز طويل الأمد في مناطق معينة لمنع عودة الحركة للسيطرة.
  • إخلاء المناطق المدنية: هناك خطط لإجلاء السكان المدنيين من شمال ووسط غزة إلى الجنوب، مع إعادة تطبيق نموذج عمليات رفح التي تهدف إلى عزل المناطق التي تسيطر عليها حماس. هذه الخطوات تتضمن توسيع المناطق العازلة وتقسيم القطاع جغرافياً لتقليل قدرة حماس على التنقل والتنسيق.
  • استئناف الحرب في حال فشل المفاوضات: وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، تمت المصادقة على خطط عسكرية لاستئناف القتال في حال فشل مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. هذه الخطط تشمل ضربات جوية مكثفة، توسيع العمليات البرية، واستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط.
2. إدارة غزة بعد الحرب:
  • إنشاء كيان جديد: وثيقة من ديسمبر 2023، اطلعت عليها يورونيوز، كشفت عن مقترح إسرائيلي لإنشاء كيان إداري جديد في غزة بعد هزيمة حماس، مع التركيز على إعادة الإعمار ونزع سلاح القطاع. هذا المقترح يتضمن إدارة فلسطينية محدودة بشرط عدم وجود توجهات عدائية ضد إسرائيل، مع سيطرة إسرائيلية كاملة على الأمن.
  • السيطرة الأمنية: وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت اقترح خطة تتضمن سيطرة إسرائيلية أمنية كاملة على غزة، مع إدارة فلسطينية محدودة للشؤون المدنية، وإشراك قوات متعددة الجنسيات في إعادة الإعمار.
  • رفض عودة حماس: إسرائيل تسعى إلى منع عودة حماس للسيطرة على غزة، سواء عسكرياً أو سياسياً، من خلال تفكيك بنيتها التحتية العسكرية وإضعاف دعمها الشعبي.
3. مقترحات التهجير القسري:
  • خطط تهجير مثيرة للجدل: هناك تقارير عن خطط إسرائيلية لتهجير سكان غزة، سواء داخلياً إلى جنوب القطاع أو خارجياً إلى دول أخرى. خطة "الجنرالات" التي اقترحها الجنرال غيورا آيلاند تهدف إلى تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة وإجبار 300-400 ألف فلسطيني على النزوح جنوباً، مع خطط لاحقة لتطبيق ذلك على بقية القطاع.
  • مخططات دولية مرفوضة: تقارير تشير إلى أن إسرائيل، بدعم من إدارة ترامب، حاولت التواصل مع دول مثل مصر، الأردن، والسودان لنقل سكان غزة، لكن هذه الدول رفضت المقترح. اقتراح آخر تضمن نقل مليون غزي إلى ليبيا مقابل إطلاق أموال مجمدة، لكنه قوبل أيضاً بالرفض.
  • انتقادات دولية: الأمم المتحدة ودول مثل فرنسا والسعودية أعربت عن قلقها من هذه الخطط، معتبرة أن التهجير القسري يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وجريمة حرب.
4. الوضع الإنساني وتوزيع المساعدات:
  • السيطرة على توزيع المساعدات: إسرائيل اقترحت آلية لتوزيع المساعدات الإنسانية تحت إشرافها، لكن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة اعتبرتها غير عملية وتنتهك مبادئ الحياد الإنساني. هذه الخطة قد تؤدي إلى نزوح جماعي دائم داخل القطاع.
  • الحصار المستمر: منذ مارس 2025، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مع تقارير عن مجاعة ونقص حاد في المياه والرعاية الصحية.
5. التوجهات السياسية والإقليمية:
  • تصور "الشرق الأوسط الجديد": إسرائيل تسعى إلى إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة من خلال تحجيم النفوذ الإيراني وتعزيز العلاقات مع الدول العربية، مع التركيز على غزة كجزء من هذا التصور.
  • رفض حل الدولتين: بعض المقترحات الإسرائيلية تتضمن التنازل عن جزء من السيطرة للفلسطينيين دون السماح بإقامة دولة فلسطينية، بينما يدفع آخرون نحو احتلال كامل للقطاع.
6. تحديات وانتقادات:
  • فشل تحقيق الأهداف السابقة: على الرغم من الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفيها الرئيسيين: القضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن. هذا الفشل دفع إلى البحث عن استراتيجيات بديلة، مثل الضغط الاقتصادي وإعادة الإعمار المشروط.
  • قلق دولي: الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية حذرت من أن الخطط الإسرائيلية قد تؤدي إلى مزيد من الدمار وقتل المدنيين، مع اتهامات بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي.
  • رفض عربي: الدول العربية، بما في ذلك مصر والسعودية، رفضت مقترحات التهجير القسري ودعت إلى إعادة إعمار غزة تحت إدارة فلسطينية موحدة دون تهجير.
ملاحظات نهائية:
  • عدم الوضوح: لا توجد خطة إسرائيلية واحدة واضحة لغزة، حيث تتعدد الاقتراحات بين العسكرية والسياسية، وغالباً ما تكون متناقضة أو تواجه مقاومة داخلية ودولية.
  • تأثير الإدارة الأمريكية: إدارة ترامب لعبت دوراً في دفع بعض المقترحات، خاصة المتعلقة بالتهجير، لكنها قوبلت برفض واسع.
  • الوضع الراهن: غزة تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع دمار واسع ونقص حاد في الموارد، مما يجعل أي خطة إسرائيلية تواجه تحديات تنفيذية وأخلاقية.